متى ظهرت آلة التصوير؟
كان التصوير الفوتوغرافي وسيلة لإمكانيات لا حدود لها منذ أن تم اختراعه في الأصل في أوائل القرن التاسع عشر، قبل ما يقارب 200 عام، إذ سمح للإنسان استخدام الكاميرات لالتقاط اللحظات التاريخية وإعادة تشكيل الطريقة التي يرى بها نفسه والعالم من حوله،[١] حيث التقط جوزيف نيسيفور نيبس (Joseph Nicephore Niepce) أول صورة فوتوغرافية في العالم بالكاميرا في عام 1827،[٢] التُقطت الصورة من نوافذ الطابق العلوي لمنزل نيبس في منطقة بورغوندي بفرنسا، تم التقاط هذه الصورة من خلال عملية تعرف باسم التصوير الشمسي.[١]
تاريخ ظهور أول آلة تصوير
قطع التصوير الفوتوغرافي شوطًا طويلًا في تاريخه القصير نسبيًا، فعملية تطور الكاميرا من صندوق عادي يلتقط صورًا ضبابية إلى أجهزة الكمبيوتر المصغرة عالية التقنية الموجودة في كاميرات DSLR والهواتف الذكية اليوم،[٣] كانت قصيرة، حيث تطورت من عملية بدائية تستخدم مواد كيميائية كاوية وكاميرات مرهقة إلى وسيلة بسيطة ولكنها معقدة لإنشاء الصور ومشاركتها على الفور.[٢]
كان المفهوم الأساسي للتصوير الفوتوغرافي موجودًا منذ حوالي القرن الخامس قبل الميلاد، ولكن لم تستخدم "الكاميرات" الأولى لإنشاء الصور بل لدراسة البصريات، ويُنسب فضل ذلك عمومًا إلى العالم العربي ابن الهيثم (945-1040)، المعروف أيضًا باسم Alhazen،[٢] باعتباره أول شخص يدرس كيف تُرى الأشياء، حيث اخترع ابن الهيثم أيضًا الكاميرا المظلمة (obscura)، وكل هذا كان لتوضيح كيف يمكن استخدام الضوء لعرض صورة على سطح مستوٍ،[٣] وفي وقت أبكر تم العثور على إشارات سابقة إلى الكاميرا المظلمة في النصوص الصينية التي يعود تاريخها إلى حوالي 400 قبل الميلاد، وفي كتابات أرسطو حوالي 330 قبل الميلاد.[٢]
استخدمت الكاميرا المظلمة الأولى ثقبًا في خيمة لعرض صورة من خارج الخيمة في المنطقة المظلمة، وبحلول منتصف القرن السابع عشر عندما أصبحت الكاميرا المظلمة صغيرة بما يكفي لتكون محمولة، تم تقديم العدسات الأساسية لتركيز الضوء أيضًا في هذا الوقت، حيث بدأ الفنانون باستخدام حجرة الكاميرا لمساعدتهم على الرسم بشكل عام ورسم صور واقعية متقنة بشكل خاص، وفي نفس الوقت بدأ جهاز العرض الحديث (projector) في الظهور في ذلك الوقت باستخدام نفس المبادئ البصرية للكاميرا المظلمة، حيث سمح هذا الفانوس السحري للأشخاص بعرض ومشاهدة الصور، التي عادة ما يتم رسمها على شرائح زجاجية، على الأسطح الكبيرة، وسرعان ما أصبحوا شكلاً شائعًا من أشكال الترفيه الجماعي.[٢]
وفي عام 1727 أجرى العالم الألماني يوهان هاينريش شولز (Johann Heinrich Schulze) التجارب الأولى على المواد الكيميائية الحساسة للصور، وأثبت أن أملاح الفضة حساسة للضوء، لكن شولز لم يجرب إنتاج صورة دائمة باستخدام اكتشافه، وفي أحد أيام صيف عام 1827، طور العالم الفرنسي جوزيف نيسيفور نيبس أول صورة فوتوغرافية بكاميرا مظلمة، حيث وضع نيبس نقشًا على صفيحة معدنية مطلية بالقار ثم عرّضها للضوء، حجبت المناطق المظللة من النقش الضوء، لكن المناطق الأكثر بياضًا سمحت للضوء بالتفاعل مع المواد الكيميائية الموجودة على اللوحة، وعندما وضع نيبس اللوح المعدني في مذيب، ظهرت صورة تدريجية، حيث تعتبر هذه الرسومات الهليوغرافية، أو مطبوعات الشمس كما يطلق عليها أحيانًا، أول صور فوتوغرافية، ومع ذلك، تطلبت عملية نيبس ثماني ساعات من التعرض للضوء لإنشاء صورة ستتلاشى قريبًا، وجاءت القدرة على "إصلاح" الصورة أو جعلها دائمة لاحقًا.[٢]
المراجع
- ^ أ ب MICHAEL ARCHAMBAULT (23/5/2015), "20 First Photos from the History of Photography", petapixel, Retrieved 15/10/2021.
- ^ أ ب ت ث ج ح Mary Bellis (21/1/2021)، "The History of Photography: Pinholes and Polaroids to Digital Images"، thoughtco، اطّلع عليه بتاريخ 15/10/2021.
- ^ أ ب "A Brief History of Photography and the Camera", thesprucecrafts, Retrieved 8/11/2021. Edited.