أنواع الإضاءة في تصوير البورتريه

تعد إضاءة صورة البورتريه أحد أهم جوانب التصوير الفوتوغرافي للصورة، إذ يمكن أن تخلق إعدادات الإضاءة المختلفة انطباعًا مختلفًا في ما يخص المواقف أو المشاعر الموجودة بالصورة، ولا يعتمد معظم مصوري البورتريه على الفلاش المدمج في الكاميرا وبدلاً من ذلك يستخدمون إما الضوء الطبيعي أو أضواء الاستوديو والعاكسات، فإذا كان المصور يقوم بالتصوير داخل استوديو، فقد يستخدم مجموعة من العاكسات المقترنة بأضواء خارج الكاميرا لإضاءة الجسم المراد تصويره، أما إذا كانت إضاءة الاستوديو غير متوفرة فإن مصور البورتريه يعتمد على الضوء الطبيعي للشمس، وهذا يتطلب معرفة أكبر بأفضل وقت لضوء النهار، وبأوضاع التصوير المناسبة،[١] وفيما يلي توضيح لأهم أنواع الإضاءة في تصوير البورتريه:[٢][٣]


الإضاءة المنقسمة

الإضاءة المنقسمة (Split Lighting)، هي تمامًا كما يوحي اسمها، تقسم الوجه تمامًا إلى نصفين متساويين؛ حيث تضيء جانب واحد من الوجه، ويبقى الآخر في الظل، وغالبًا ما يتم استخدامها لتصوير الموسيقيين أو الفنانين، تميل الإضاءة المنقسمة إلى أن تكون نمط تصوير ذكوري، ولذلك تكون عادةً أكثر ملاءمة أو قابلية للتطبيق على الرجال منها على النساء،[٢] يستخدم مصطلح آخر لهذا النوع من الإضاءة وهو "الإضاءة الجانبية" (side lighting)، ويستخدم بكثرة في التصوير السينمائي، عن طريق وضع الإضاءة الرئيسية على أحد الجوانب خلال التصوير.[٣]


الإضاءة الحَلَقيّة

تتم الإضاءة الحلقية (Loop Lighting) من خلال خلق ظل صغير لأنوف الأشخاص على وجنتهم، ولإنشاء إضاءة حلقية، يجب أن يكون مصدر الضوء أعلى قليلاً من مستوى العين، ويميل بحوالي 30-45 درجة من الكاميرا بحسب شكل الوجه،[٢] إذ يمنح هذا النمط بسبب الظلال التي يخلقها إحساسًا بالعمق لا تمتلكه الأنماط الأخرى، ويُطلق عليه اسم الإضاءة الحلقية بسبب الظل الذي يتم إنشاؤه أسفل الأنف على شكل حلقة وإلى جانبه.[٣]


إضاءة رامبرانت

تمت تسمية إضاءة رامبرانت (Rembrandt Lighting) على اسم الرسام الهولندي الشهير الذي اشتهر بأسلوب الإضاءة المنخفض وعالي التباين، تم إعدادها للمصورين المبتدئين الذين ليس لديهم الكثير من إعدادات الإضاءة في الاستوديو، إذ يحتاج المصور في هذا النوع إلى ضوء واحد أو اثنين فقط لهذا الإعداد، فهو عبارة عن ضوء بسيط يخلق تأثيرًا خفيفًا لجانب واحد فقط من الوجه بحيث يكون مضاءً جيدًا، وبالإضافة إلى إضاءة مثلث صغير على الجانب الآخر.[٣]


لإعداد إضاءة رامبرانت، يتم أولاً وضع مصباح رئيسي يميل بحوالي 45 درجة من الجسم وفوق رأسه قليلاً، مع وجود الجسم مقابل الكاميرا، فإذا تم وضع وصدر الضوء في الزاوية اليمنى، يجب أن يكون مثلث الضوء الصغير على الجانب الآخر من الوجه، ويجب التأكد من أن مثلث الضوء ليس كبيرًا جدًا ولا يمر بطول وعرض العين والأنف.[٣]


إضاءة الفراشة

تم تسمية إضاءة الفراشة (Butterfly Lighting) بهذا الاسم لأن الظل في هذا النمط يكون على شكل فراشة، حيث يتم إنشاؤه تحت الأنف عن طريق وضع مصدر الضوء الرئيسي فوق الكاميرا وخلفها مباشرة، يقوم المصور بالتصوير بشكل أساسي أسفل مصدر الضوء لهذا النوع من الإضاءة، وغالبًا ما تستخدم في اللقطات ذات الأسلوب البراق ولإنشاء الظلال تحت الخدين والذقن، كما أنه مرغوب لدى الأشخاص الأكبر سنًا لأنه لا يبرز التجاعيد على عكس الإضاءة الجانبية.[٢]


الإضاءة الواسعة

يميل الوجه في الإضاءة الواسعة (Broad Lighting) قليلاً عن المركز، حيث تُوضع الكاميرا على جانب الوجه العريض المضاء جيدًا، وينتج عن هذا النوع من الإضاءة مساحة أكبر في الجانب المضاء من الوجه ومساحة أقل على الجانب البعيد أو الجانب الموجود في الظل، تُستخدم الإضاءة الواسعة أحيانًا للصور الشخصية "عالية المستوى"، ويجعل هذا النوع من الإضاءة وجه الشخص يبدو أوسع، ومن هنا جاءت التسمية، يمكن استخدامه مع شخص ذو وجه نحيف للغاية لتوسيعه، ومع ذلك، يرغب معظم الناس في أن يظهر الوجه أنحف وليس أعرض، لذا فإن هذا النوع من الإضاءة لن يكون مناسبًا لشخص ذو وجه مستدير.[٢]


كل ما يجب فعله للحصول على هذا النوع من الإضاءة هو إبعاد الوجه عن الضوء، حيث يميل المصباح في معظم الأوقات بزاوية 45 درجة من الجسم، ويوجّه ذقن الشخص إلى الاتجاه المعاكس للضوء، وبالتالي فإن وجه الشخص من أنفه إلى أذنه سيكون مضاءً جيدًا، ويعد الانتقال من إضاءة ريمبرانت إلى الإضاءة الواسعة سهل جدًا؛ فقط بمجرد تحريك موضع الشخص.[٣]


الإضاءة القصيرة

الإضاءة القصيرة (Short Lighting) هي عكس الإضاءة الواسعة، في هذا النوع من الإضاءة يتم توجيه الوجه نحو مصدر الضوء، بحيث يقف الشخص بزاوية لتسليط الضوء على جزء من الوجه بحيث يكون الجزء الآخر في الظلال، ويقف المصوّر في هذه الحالة على جانب الوجه الموجود في الظل، بحيث يظهر جانب الظلال الجزء الأكبر من الوجه في الصورة، يضفي هذا النوع من الصور مزيدًا من النحت للوجه، ويضيف صفات ثلاثية الأبعاد، وهو يزيد ما من جمال معظم الناس.[٢]

المراجع

  1. NATE TORRES, "What is portrait photography? The importance of portraits", photofocus, Retrieved 15/10/2021.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح Darlene Hildebrandt, "6 Portrait Lighting Patterns Every Photographer Should Know", digital-photography-school, Retrieved 15/10/2021.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح MATTIAS FALCO, "PORTRAIT PHOTOGRAPHY LIGHTING: THE 5 CLASSICAL TYPES", picturecorrect, Retrieved 15/10/2021.