اكتشاف مبدأ التصوير الفوتوغرافي

يعود الفضل في اختراع آلة التصوير الفوتوغرافي إلى العالم ابن الهيثم، من خلال التجربة في غرفته المظلمة التي أطلق عليها اسم "البيت المظلم"، والتي تُرجمت إلى اللاتينية باسم الكاميرا المظلمة (Obscura) والتي تعني الغرفة المظلمة، وهي تعتبر أساس التصوير، حيث يقال إنه في أحد الأيام رأى ضوء الشمس يمر عبر ثقب صغير في غرفته المظلمة، ويعرض صورة للعالم الخارجي على الجدار المقابل، أدرك حينها ابن الهيثم أنه كان يرى صوراً لأشياء تضيئها الشمس في الخارج، واستنتج من التجارب العديدة أن أشعة الضوء تنتقل في خطوط مستقيمة، وهي المسؤولة عن الرؤية.[١]


الصورة الأولى وبداية اختراع آلة التصوير الفوتوغرافي

الآلات التصوير التي نستخدمها اليوم هي نتيجة لعملية طويلة ساهم فيها العديد من العلماء، إذ أدت حجرة التصوير القديمة إلى إنتاج الصورة الأولى في العالم، التي تم التقاطها من قبل المخترع الفرنسي جوزيف نيسفور نيبس (Nicéphore Niépce) في عام 1827، والتي تحمل عنوان "منظر من النافذة"، حيث قام بالتقاط أول صورة من خلال تركيز الكاميرا المظلمة على صفيحة معدنية مطلية بالإسفلت بمقاس 6.4×8.0 بوصة، ولكن استغرقت الصورة ثماني ساعات حتى اكتملت، ذلك لأن التقاط صورة طويلة الأمد يتطلب عملية كيميائية معقدة ومنهجية.[٢]


بعد ذلك انضم لويس داجير (Louis Daguerre) لنيبس، وقاما بتجربة طرق عديدة لالتقاط الصور وإعادة إنتاجها، حيث استمرت الشراكة حتى وفاة نيبس، وفي عام 1839 قدم داجير طريقة جديدة للتصوير الفوتوغرافي والتي تدعى بالداجيروتايب "the daguerreotype" والتي تعتبر قفزة في تطور تقنيات الكاميرا الحديثة، تعمل على تثبيت الصور على صفائح من النحاس المطلي بالفضة، ويمكن أن تكون مطلية باليود لتعزيز حساسيتها للضوء، وبعد تعريض قصير للضوء أدى غمر الصفائح في كلوريد الفضة إلى تكوين صورة دائمة.[٢]


تم بيع حقوق الملكية إلى الحكومة الفرنسية والتي قامت بتطوير استوديوهات من نوع "daquerreo" في أجزاء مختلفة من البلاد، ثم اخترع ألكسندر والكوت أول كاميرا تنتج صورًا لا تتلاشى بسرعة، ومن هذه النقطة شارك العديد من الأشخاص في تطوير أساليب والآلات التصوير الفوتوغرافي للحصول على صور عالية الجودة.[٣]


إتاحة آلة التصوير الفوتوغرافي للجميع

كانت الكاميرا الأولى ضخمة جدًا لدرجة أنها كانت بحاجة للعديد من الأشخاص لتشغيلها، حيث كانت بحجم الغرفة، وكانت تحتوي على مساحة كبيرة ممكن أن تتسع لعدد من الأشخاص، تم استخدام الكاميرات الكبيرة حتى الأربعينيات، وكانت الصور الملتقطة بالأبيض والأسود، تمكنت بعض الكاميرات من التقاط الصور ولكنها لم تتمكن من حفظها، لذلك كان على المصور أن يتولى مهمة تتبع الصور يدويًا بعد التقاطها.[٣]


وبقي التصوير الفوتوغرافي مقتصرًا على المهنيين والأثرياء فقط، إلى أن قام جورج إيستمان (George Eastman) بافتتاح شركة كوداك "Kodak" في ثمانينيات القرن التاسع عشر، حيث قام بابتكار لفافة فيلم فوتوغرافي مرنة توضع بداخل كاميرا صندوقية تحتوي على عدسة واحدة وصغيرة، كان يتوجب على مستخدم الكاميرا إرسال الكاميرا الخاصة به إلى المصنع ليتم العمل على الفيلم وطباعته، حيث كانت هذه أول كاميرا غير مكلفة للشخص العادي.[٤]





المراجع

  1. "Who was Ibn al-Haytham", Ibnalhaytham, Retrieved 15/11/2021.
  2. ^ أ ب "The Invention of the Camera", Automate, 5/3/2016, Retrieved 16/11/2021.
  3. ^ أ ب "Who Invented The First Camera?"، Worldatlas، اطّلع عليه بتاريخ 16/11/2021.
  4. LIZ MASONER (1/2/2019), "A Brief History of Photography and the Camera", the spruce Crafts, Retrieved 16/11/2021.