ما هي أول كاميرا تصوير صنعت؟

لم يظهر التصوير الفوتوغرافي كما نعرفه حتى القرن التاسع عشر، بينما عُرفت بعض التأثيرات البصرية منذ العصور اليونانية والرومانية والصينية القديمة،[١] فقبل وقت طويل من الكاميرات التقليدية، استخدم الناس الكاميرا المظلمة (Obscura) حيث كانت الصور المسقطة باستخدام هذه الكاميرا أكبر من المعتاد ومقلوبة، ووظيفيًا، كانت مثل أجهزة العرض الحديثة اليوم ولكن بصورة مقلوبة، استخدمها بعض الفنانين كدليل للرسم، حيث كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على الصورة بعد إيقاف تشغيل الجهاز.[٢]


الكاميرا الأولى

كانت الكاميرا المظلمة (Obscura) هي أول كاميرا على الإطلاق، إذ يعود تاريخ أول سجل معروف يصف الكاميرا إلى القرن الرابع قبل الميلاد، حيث كان الفيلسوف الصيني الهاني، موزي (Mozi)، هو الذي وثق الظاهرة البصرية الطبيعية المعروفة باسم "حجرة التصوير"،[١] ومع ذلك، لم تكن هناك أية تقنيات لالتقاط الصورة المعروضة بشكل دائم، باستثناء الرسم أو الطلاء، وأيضًا وصف العالم ابن الهيثم أجهزة الكاميرا في كتابه البصريات عام 1021م،[٣] وتعني Obscura الغرفة المظلمة وهي كلمة لاتينية، وحجرة الكاميرا هي مبدأ عرض صورة مشهد على الحائط من خلال فتحة صغيرة في الشاشة حيث سيتم عكس الصورة الناتجة على الحائط رأسًا على عقب ومن اليسار إلى اليمين، وصف موزي هذه الظاهرة بشكل صحيح، قائلاً إنها تحدث لأن الضوء ينتقل في خطوط مستقيمة.[١]


تطور الكاميرا المظلمة

كان الهدف من الكاميرا المظلمة هو وضع "الكاميرا" بحيث يخترق ضوء الشمس الفتحة، ويلقي بظل أو صورة الكسوف على الحائط، وهذا بالضبط ما تم فعله في الأيام الأولى للتصوير، وبالانتقال إلى القرن السابع عشر، حققت الكاميرا المظلمة قفزات كبيرة في تطورها بسبب الكتابات الإبداعية والرسوم التوضيحية ليوهان زان (Johann Zahn).[٤]


في عام 1685 عندما نُشر كتاب زان "Oculus Artificialis Teledioptricus Sive Telescopium"، كان هذا الكتاب عبارة عن مجموعة من الرسومات والمخططات للعديد من أدوات المشاهدة البصرية المختلفة، من الكاميرا المظلمة إلى التلسكوبات والمجاهر وحتى العدسات نفسها، فتحت مخططات زان عالمًا جديدًا بالكامل من الاحتمالات، إذ كانت رسومه التوضيحية مفصلة بشكل كبير، حيث صورت مئات النظريات والفرضيات حول البصريات والإضاءة والتصوير الفوتوغرافي، التي تم إثبات صحة معظمها بعد فترة طويلة من وفاته.[٤]


ومع ذلك، هناك نظرية واحدة على وجه الخصوص فتحت الباب أمام الكاميرا المحمولة المعروفة اليوم، حيث صوّر زان بنية كاميرا بسيطة باستخدام مرآة عاكسة موضوعة بزاوية 45 درجة لتشكيل الصورة، وأضاف أيضًا قطعة رقيقة على كل جانب لمنع الضوء غير المرغوب فيه، في حين أن هذا التصميم كان شيئًا جميلًا، فقد استغرق الأمر ما يقارب الـ 150 عامًا قبل أن تظهر رسومات زان عمليًا في الحياة.[٤]


وفي عام 1816، طوّر نيسيفور نييبس (Nićephore Níepce) أول صورة دائمة في العالم، حيث كان نيسيفور نييبس مخترعًا فرنسيًا وخبيرًا في التصوير الفوتوغرافي والبصريات، وأوضح كيف استخدم نسخة أولية من تصميم يوهان زان للكاميرا المظلمة والورق المطلي بكلوريد الفضة لالتقاط صورته، ولكن بعد فترة من الوقت تعرضت الصور للتلف.[٤]


احتاج نييبس إلى خطة أخرى، أطلق عليها اسم "التصوير الشمسي" (heliography)، في عام 1822، أنشأ نييبس هذه العملية عن طريق طلاء صفيحة معدنية أو زجاجية بالأسفلت وتعريضها للضوء، بحيث صلّب الطلاء الأجزاء التي تعرضت للضوء من الصفيحة، ثم غسل الصفيحة بزيت اللافندر، تاركًا فقط الأجزاء الصلبة وراءه، تم استخدام هذه العملية لإنشاء أول صورة تم التقاطها بشكل دائم، لكن نيبس أتلف النسخة المطبوعة عندما حاول نسخها، صورته الأولى الباقية على قيد الحياة، هي منظر من نافذة الطابق العلوي لمنزله في فرنسا، موجودة في جامعة تكساس-أوستن الآن.[٤]




المراجع

  1. ^ أ ب ت "The Evolution of Cameras", photoblog, Retrieved 18/10/2021.
  2. "The Evolution of Cameras", inventionland, Retrieved 18/10/2021.
  3. ELAINE ELLIOTT, "WHO INVENTED THE FIRST CAMERA?", southtree, Retrieved 18/10/2021.
  4. ^ أ ب ت ث ج Porsche S (3/1/2019)، "Who Invented the World’s First Camera?"، shuttertalk، اطّلع عليه بتاريخ 18/10/2021.