متى أول تصوير سينمائي في العالم؟

أول تصوير سينمائي في العالم

في بدايات التصوير السينيمائي، كانت الأفلام قصيرة جدًا؛ بضع دقائق فقط أو أقل، حيث تم عرضها في ساحات المعارض أو قاعات الموسيقى أو في أي مكان يمكن وضع شاشة فيه مع توفير إضاءة مظلمة، تضمنت الموضوعات التي كانت تحتويها الأفلام على مشاهد للأنشطة المحلية، ومناظر الأراضي والطبيعة، والكوميديا القصيرة والأحداث الجديرة بالاهتمام في ذلك الوقت.^[١]

أُنتج أول فيلم سينمائي في العالم عام 1878، تحت اسم الحصان المتحرك أو (The Horse in Motion)، إذ أُنتج للإجابة على سؤال علمي بسيط طرحه مالك خيول السباق ليلاند ستانفورد، والسؤال هو: هل تغادر حوافر الحصان الأربعة الأرض أثناء ركضها؟ وكان إدوارد مويبريدج (Eadweard Muybridge) صاحب الرؤية وراء هذا الفيلم البسيط، وللإجابة على سؤال ستانفورد رتب مويبريدج عدة كاميرات لالتقاط عدو حصان في وقت واحد، وبعد ذلك، رتب جميع الصور الملتقطة في أول صورة متحركة في التاريخ، وأطلق على المشروع اسم The Horse in Motion، وبذلك أجاب عن سؤال ستانفورد، ومهد الطريق للصور المتحركة الصامتة الأخرى لتظهر على الساحة.^[٢]

أشهر أفلام السينيما المبكرة

بعد تصوير أول فيلم سينمائي بعشر سنوات، تم تصوير فيلم (Roundhay Garden Scene) عام 1888، أخرجه المخترع الفرنسي لويس لو برينس (Louis Le Prince)، كانت مدته 2.11 ثانية فقط، وكان يضم مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يرتدون ملابس أنيقة يسيرون في نصف دائرة في حديقة، قد يكون هذا الفيلم قصيرًا جدًا، لكنه جزء مهم من تاريخ صناعة الأفلام، ووفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، فإن (Roundhay Garden Scene) هو أقدم فيلم يعرفه الناس إلى الآن.^[٣]

كما يعد الفيلم القصير الشهير وصول القطار أو (The Arrival of a Train) عام 1896 أحد أكثر القطع شهرة في تاريخ السينما المبكر اليوم،^[٢] حيث يُظهر هذا الفيلم الصامت الذي تبلغ مدته 50 ثانية دخول قطار تجره قاطرة بخارية إلى محطة قطار في بلدة لا سيوتا (La Ciotat) الساحلية الفرنسية، ويتكون الفيلم من لقطة واحدة مستمرة في الوقت الفعلي، وكانت طريقة عرض الفيلم فردية غير معدلة توضح جانبًا من جوانب الحياة اليومية، هناك أيضًا أسطورة حضرية مرتبطة بهذا الفيلم تقول إنه عند عرض الفيلم لأول مرة، كان الجمهور خائفًا جدًا من صورة قطار بالحجم الطبيعي يتجه نحوهم لدرجة أن الناس صرخوا وركضوا إلى الجزء الخلفي من الغرفة.^[٤]

تطور السينما في القرن العشرين

تتابعت صناعة الأفلام في أواخر القرن التاسع عشر، وتميزت تلك السنوات الأولى من السينما بقفزات كبيرة إلى الأمام في مجال التكنولوجيا، ولكن على المستوى الفني، لا يوجد شيء، إذ لم تقدم الأفلام في تلك الفترة قصصًا سردية، بل كانت أفلامًا تهدف للتصوير فقط، مثل فيلم إديسون الذي مدته 5 ثوان عن العطس، أو فيلم لوميير (Lumieres) الذي تبلغ مدته 46 ثانية لعمال يغادرون المصنع، ويعتبر فيلم The Cabbage Fairy الذي كتبته وأخرجته وحررته أليس جاي بلاشيه (Alice Guy-Blaché) عام 1896 ما يعتبره الكثيرون أول فيلم روائي كامل في تاريخ السينما.^[٥]

مع بداية القرن العشرين، أصبحت السينما ظاهرة عالمية، حيث التقى العديد من صانعي الأفلام الأوائل المخرج جورج ميليس (George Melies)، وهو أكثر المخرجين شهرة في تلك السنوات القليلة الأولى، وكان من أوائل من شاهد المصور السينمائي لوميير وهو يعمل في عام 1895 ورأى على الفور إمكاناته كشكل من أشكال الترفيه الجماعي، وعلى مدار العقدين التاليين، أنتج ميليس مئات الأفلام التي جمعت بين مسرحية خيالية وأوهام بصرية وقصصًا توقعت الكثير مما كان سيأتي في القرن القادم للسينما، ويعد فيلمه الأكثر شهرة، رحلة إلى القمر (A Trip to the Moon)، أُنتج عام 1902، نقل الجماهير إلى سطح القمر على متن سفينة صاروخية، وتضمن في بعض الأحيان صورًا ملونة يدويًا لتقريب التصوير السينمائي الملون.^[٥]

وفي ألمانيا، ساعد صانعو الأفلام مثل فريتز لانج (Fritz Lange) وروبرت وين (Robert Weine) في تشكيل أحد أقدم الأمثلة على أسلوب سينمائي فريد وموحد، يتألف من تصاميم إنتاج منمقة للغاية وتقاليد سرد حديثة، وحتى مستقبلية أصبحت تُعرف باسم التعبيرية الألمانية، وكان فيلم (Weine’s The Cabinet of Dr. Caligari) الذي أُنتج عام 1920 في ذلك الوقت يعتبر أول فيلم رعب في العالم حيث تحدث الفيلم عن منوم مغناطيسي قاتل.^[٥]