تاريخ ظهور تصوير البورتريه

البورتريه هو أحد الأشكال الفن وهو قديم للغاية يعود إلى مصر القديمة، حيث ظهر منذ حوالي 5,000 عام، فقبل اختراع التصوير الفوتوغرافي، كانت الصورة المرسومة أو المنحوتة تعتبر الطريقة الوحيدة للاحتفاظ بمظهر أو شكل شخص ما، لكن هذه اللوحات كانت تعني أكثر بكثير مما هي عليه، فلقد تم استخدامها لإظهار القوة أو الأهمية أو الفضيلة أو الجمال أو الثروة أو الذوق أو التعلم أو غيرها، وكان الرسم بين الفنانين المعاصرين بحسب العمولة، أي على الطلب، لذلك كان نادرًا، واستعاض الفنانون عن هذا برسم أصدقائهم ومحبيهم، ثم ظهر التصوير الفتوغرافي الذي أصبح أهم وسيلة في فن البورتريه التقليدي، حيث أصبح ما كان سابقًا منتجًا فاخرًا باهظ الثمن، في متناول الجميع تقريبًا الآن، ومنذ التسعينيات، استخدم الفنانون أيضًا الفيديو لإنشاء صور حية، ومع ذلك استمرت صور البورتريه في الازدهار.[١]


أول صورة بورتريه

كان التصوير الفوتوغرافي لصور البورتريه شائعًا منذ منتصف القرن التاسع عشر، وكانت أول صورة بورتريه في عام 1839،[٢] بواسطة أحد هواة التصوير الفوتوغرافي من ولاية فيلادلفيا الأمريكية يُدعى روبرت كورنيليوس (Robert Cornelius)، حيث قام كورنيليوس بتركيب كاميرته في الجزء الخلفي من متجر العائلة في فيلادلفيا، والتقط الصورة عن طريق إزالة غطاء العدسة ثم الركض إلى الإطار حيث جلس لمدة دقيقة قبل أن تغلق العدسة مرة أخرى، وكتب على ظهر الصورة "أول صورة ضوئية تم التقاطها على الإطلاق 1839".[٣]


بدايات تصوير البورتريه

بدأ فن البورتريه في اللوحات التي يرسمها الفنانون، وعادةً ما كانت تستخدم هذه الأنواع من الصور لإظهار القوة والمكانة والنبل، كما كانت مخصصة عادةً للأثرياء، ومع ذلك، بمجرد أن أصبح التصوير الفوتوغرافي شائعًا في أواخر القرن التاسع عشر مع إطلاق أول كاميرات كوداك (Kodak)، أصبحت البورتريه شائعة ومتاحة بشكل أكبر للجماهير، بسبب استخدام التصوير الفوتوغرافي لصور البورتريه والصور الذاتية بدلًا من اللوحات بسبب ملاءمتها وقدرتها على التقاط صور للعديد من الأشخاص، مثل العائلة، إذ بالمقارنة مع جلسات الرسم، يتم التصوير مرة واحدة دون جلسات طويلة ومملة،[٤] ومع تطور تقنيات التصوير الفوتوغرافي، أصبح التصوير الفوتوغرافي جزءًا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية اليومية، حيث زادت شعبية فن البورتريه، وكانت بطاقات الدعوة أو بطاقات الاتصال أو ما يسمى بالفرنسية (Cartes-de-visite)، أول نوع تم إنتاجه بكميات كبيرة من صور البورتريه، إذ كانت بطاقة تحتوي على صورة شخصية التُقطت في استوديو، تم تداولها بالآلاف خلال ذروة شعبيتها من الستينيات إلى الثمانينيات من القرن التاسع عشر.[٢]


تصوير البورتريه بالوقت الحالي

نظرًا لأن عمليات الإضاءة والتصوير أصبحت أكثر تعقيدًا، استمر التصوير الفوتوغرافي في الاستوديو في التطور، ففي القرن العشرين، أصبحت الصور الملتقطة في الاستوديو علامة على المكانة الاجتماعية،[٢] ثم أصبحت الصور الشخصية عنصرًا أساسيًا في التصوير الفوتوغرافي الحالي، إذ يمكن رؤيتها في وسائل الإعلام في أي مكان تقريبًا، خاصةً المشاهير، وكما هو الحال مع العديد من أنماط التصوير الأخرى، تطورت البورتريه بمساعدة الهواتف الذكية والأجهزة، وأصبحت الصورة الذاتية (self-portrait) أكثر ملاءمة مع صورة السيلفي.[٤]



المراجع

  1. "portrait", tate, Retrieved 16/11/2021.
  2. ^ أ ب ت Catherine Troiano Photography Curator, "The history of portrait photography through our collections", nationaltrust, Retrieved 16/11/2021.
  3. "Robert Cornelius' Self-Portrait: The First Ever "Selfie" (1839)", publicdomainreview, Retrieved 16/11/2021.
  4. ^ أ ب "A Very Brief History Of The Portrait", befunky, Retrieved 16/11/2021.